هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ماهو الاسلام؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

ماهو الاسلام؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماهو الاسلام؟   ماهو الاسلام؟ Icon_minitimeالخميس مايو 22, 2008 12:55 pm

الإسلام لغة الإنقياد والاستسلام . ومنه إيمان الأعراب الذين قال الله تعالى فيهم { قالـت الأعـراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم }آية 14 الحجرات ، لأنهم تلفظوا بكلمة الشهادة بلا تصديق ( وشرعاً ) الانقياد الظاهر مع الاعتقاد الباطن بكل ما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم، وعلم من الدين بالضرورة كالصلاة والزكاة والصوم والحج .

فكل من الإيمان والإسلام الكاملين لا ينفك أحدهما عن الآخر فكل مؤمن مسلم وكل مسلم مؤمن ، لأن المصدق ذلك التصديق للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابد أن يكون خاضعاً لما جاء به صلى الله عليه وسلم . والخاضع هذا الخضوع لابد أن يكون مصدقاً ذلك التصديق وعليه جاء قول الله تعالى { فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } آية 35 – 36 الذاريات

قال الإمام أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابى البستى الفقيه الأديب الشافعى المحقق رحمه الله فى كتابه معالم السنن : ما أكثر ما يغلط الناس فى هذه المسألة ، فأما الزهرى فقال : الإسلام الكلمة، والإيمان العمل ، واحتج بالآية يعنى قوله سبحانه وتعالى { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم }آية 14 الحجرات وذهب غيره إلى أن الإسلام والإيمان شىء واحد ، واحتج بقوله تعالى{ فأخرجنا من كان فيه من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } آية 35 -36 الذاريات قال: فدل ذلك على أن المسلمين هم المؤمنون إذ كان الله سبحانه قد وعد أن يخلص المؤمنين من قوم لوط وأن يخرجهم من بين ظهرانى من وجب عليه العذاب منهم ثم أخبر أنه قد فعل ذلك بمن وجده فيهم من المسلمين إنجازاً للموعد فدل الإسلام على الإيمان فثبت أن معناهما واحد وأن المسلمين هم المؤمنون .ثم قال: والصحيح من ذلك أن يقيد الكلام فى هذا ولايطلق على أحد الوجهين ، وذلك أن المسلم قد يكون مؤمنا فى بعض الأحوال ولا يكون مؤمناً فى بعضها ، والمؤمن مسلم فى جميع الأحوال ، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً ، وإذا حملت الأمر على هذا استقام لك تأويل الآيات واعتدل القول فيها ، ولم يختلف عليك شىء منها ، وأصل الإيمان التصديق، وأصل الإسلام الاستسلام والإنقياد ، فقد يكون المرء مستسلماً فى الظاهر غير منقاد فى الباطن ، ولا يكون صادقاً فى الباطن غير منقاد فى الظاهر انتهى معالم السنن شرح سنن أبى داود للإمام أبى سليمان الخطابى البستى ص 290 -291

ج4 عند كلامه على حديث رقم 1660 مختصر أبى داود .

وقال الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوى الشافعى رحمه الله عقب حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الإسلام والإيمان والإحسان وجوابه : جعل النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث الإسلام اسماً لما ظهر من الأعمال ، وجعل الإيمان اسماً لما بطن من الاعتقاد ، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان ، أو التصديق بالقلب ليس من الإسلام ، بل ذلك تفصيل لجملة هى كلها شىء واحد ، وجماعها الدين ، ولذلك قال : " ذاك جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإيمان والإسلام جميعاً ، يدل عليه قوله سبحانه وتعالى :{ إن الدين عند الله الإسلام } آية 19 آل عمران { ورضيت لكم الإسلام ديناً} آية 3 المائدة { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } آية 85 آل عمران فأخبر أن الدين الذى رضيه لعباده ، هو الإسلام ، ولن يكون الدين فى محل القبول والرضى إلا بانضمام التصديق إلى العمل .

قال أبو سليمان الخطابى:المسلم قد يكون مؤمنا فى بعض الأحوال وقد لايكون مؤمناً فى بعضها والمؤمن مسلم فى جميع الأحوال ، لأن أصل الإسلام: الاستسلام والانقياد ، وأصل الإيمان : التصديق ، وقد يكون المرء مستسلماً فى الظاهر غير منقاد فى الباطن ، ولا يكون صادق الباطن ، غير منقاد فى الظاهر ، فإذاً كل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمناً انتهى ص10-11ج1 من شرح السنة للإمام البغوى .

وقال الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله : قوله صلى الله عليه وسلم " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ، والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : هذا بيان لأصل

الإيمان وهو التصديق الباطن ، وبيان لأصل الإسلام وهو الاستسلام والإنقياد الظاهر ، وحكم الإسلام فى الظاهر ثبت بالشهادتين، وإنما أضاف إليهما الصلاة والزكاة والحج والصوم لكونها أظهر شعائر الأسلام وأعظمها ، وبقيامه بها يتم استسلامه ، وتركه لها يشعر بانحلال قيد انقياده أو اختلاله، ثم إن اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام فى هذا الحديث وسائر الطاعات ، لكونها ثمرات للتصديق الباطن الذى هو أصل الإيمان ، ومقويات ومتممات وحافظات له ، ولهذا فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان فى حديث وفد عبد القيس بالشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان وإعطاء الخمس من المغنم ، ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو بدل فريضة ، لأن اسم الشىء مطلقاً يقع على الكامل منه ، ولا يستعمل فى الناقص ظاهراً إلا بقيد،ولذلك جاز إطلاق نفيه عنه فى قوله صلى الله عليه وسلم " لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " واسم الإسلام يتناول أيضاً ما هو أصل الإيمان وهو التصديق الباطن ، ويتناول أصل الطاعات ، فإن ذلك كله إستسلام، قال: فخرج مما ذكرناه وحققنا أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان ، وأن كل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمناً، قال :وهذا تحقيق وافر بالتوفيق بين متفرقات نصوص الكتاب والسنة الواردة فى الإيمان والإسلام التى طالما غلط فيها الخائضون ، وما حققناه من ذلك موافق لجماهير العلماء من أهل الحديث وغيرهم،هذا آخر كلام الشيخ أبى عمرو بن الصلاح ، فإذا تقرر ما ذكرناه من مذاهب السلف وأئمة الخلف فهى متظاهرة متطابقة على كون الإيمان يزيد وينقص ، وهذا مذهب السلف والمحدثين وجماعة من المتكلمين ، وأنكر أكثر المتكلمين زيادته ونقصانه وقالوا: متى قبل الزيادة كان شكاً وكفراً، قال المحققون من أصحابنا المتكلمين : نفس التصديق لا يزيد ولا ينقص، والإيمان الشرعى يزيد وينقص بزيادة ثمراته وهى الأعمال ونقصانها ، قالوا : وفى هذا توفيق بين ظواهر النصوص التى جاءت بالزيادة وأقاويل السلف ، وبين أصل وضعه فى اللغة وماعليه المتكلمون ، وهذا الذى قاله هؤلاء وإن كان ظاهراً حسناً فالأظهر والله أعلم أن نفس التصديق يزيد بكثرة النظر وتظاهر الأدلة،ولهذا يكون إيمان الصديقين أقوى من إيمان غيرهم ، بحيث لا تعتريهم الشبه ، ولا يتزلزل إيمانهم بعارض ، بل لا تزال قلوبهم منشرحة وإن اختلفت عليهم الأحوال ، وأما غيرهم من المؤلفة ومن قاربهم ونحوهم فليسوا كذلك، فهذا مما لايمكن إنكاره، ولا يتشكك عاقل فى أن نفس تصديق أبى بكر الصديق رضى الله عنه لا يساويه تصديق آحاد الناس،ولهذا قال البخارى فى صحيحه : قال ابن أبى مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل والله أعلم انتهى النووى على مسلم ص 132-133 ج1 .

وأركان الإسلام كما ستأتى فى حديث جبريل خمس جاءت موضحة فى حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" بنى الإسلام على خمس شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأخرجه الإمام أحمد فى المسند .

ولقد أخرجه مسلم بعبارات مختلفة فى روايات متعددة من بينها ما جاء فيه عن عبد الله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:" بنى الإسلام على خمس شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " .

وفى رواية أخرى بنى الإسلام على خمسة:" على أن يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج " فقال رجل الحج وصيام رمضان قال ابن عمر : لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفى رواية أخرى :بنى الإسلام على خمس: "على أن يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان "0كلها لمسلم وذكر النووى: أن الرجل الذى رد عليه ابن عمر رضى الله عنهما تقديم الحج على الصوم هو يزيد ابن بشر السكسكى ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادى فى كتابه الأسماء المبهمة انتهى ص 157ج1 .

هذه الأركان هى :-

أولا :شهـادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ومعناها الإقرار بوجود الله ووحدانيته والتصديق بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء فى رواية ابن عمر عند مسلم مرفوعاً " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنون بى وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلابحقها وحسابهم على الله ".

ثانيا : إقام الصلاة : والمراد بذالك المحافظة على الصلاة والقيام بها فى أوقاتها ، وأداؤها مستكملة شروطهـا وأركانهـا مع مراعاة آدابها وسننها حتى تؤتى ثمرتها فى التأثـير الإيجـابى فى نفس المسلم فيترك ماينافيها من الفحشـاء والمنكـر ، قال تعالى { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}آية 45العنكبوت والصلاة هى عماد الدين وأساسه وشعار المسلم ، وعنوان المؤمن حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بـين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة "رواه مسلم وغيره وقال فى حديث آخر : " الصلاة عماد الدين " حديث حسن أخرجه أبو نعيم .

ثالثا : إيتاء الزكاة : وهى إعطاء قسط معين من المال يساوى واحد من أربعين جزءاً من مجموع الثروة أى ربع العشر ممن ملك النصاب وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء للفقراء والمساكين وسائر من ذكره الله تبارك وتعالى من المستحقين ولقد مدح الحق تبارك وتعالى المؤمنين الذين يؤدون الزكاة فقال{والذين هم للزكاة فاعلون} آية 4 المؤمنون وقال { والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم } آية 24 المعارج.

رابعا : الحج :وهو قصد المسجد الحرام فى أشهر الحج وهى شوال وذوالقعدة وذو الحجة والمراد بذلك العشر الأول منه وهذا الركن هو خامس الأركان ولكنه جاء فى الترتيب الذكرى لهذا الحديث رابعا .

والحج فريضة أمر الله بها فى القرآن فقال:{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } آية 97 آل عمران وقال أيضا { وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } آية 27 -28 الحج .

خامسا : صوم رمضان : فرضه الله تبارك وتعالى على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى السنة الثانية للهجرة لقوله تعالى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، أياما معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ، شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } آية 183 - 185 البقرة .

والصيام عبادة فيها تطهير للنفس وسمو للروح وصحة للجسم ووسيلة ربانية تفجر فى نفس المؤمن أنماطاً من الأخلاق الكريمة والشيم السامية فمن صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه

هذه الأركان يجب الإيمان بها والعمل بها وهى التى تشهد للإنسان بأن باطنه وهو الجانب الذى غاب عن الناس عامر بالإيمان بالله ومن رد شيئاً منها فهو كافر يستتاب. فإن تاب وإلا قتل وهكذا إذا نطق بالجزء الأول من الكلمة وهو ما يخص الإله وأنكر الجزء الثانى فإنه يُعتبر من المرتدين فيستتاب فإن تاب وإلا قتل إلا أن يعذر بجهل لحدوث عهده بالإسلام.

وهناك تعريف آخر للإسلام

الإسلام:

إن الإسلام وهو الدين الحنيف, والدين المرضى عند الله, وعليه المحاسبة يوم القيامة بقول الله تعالى : [ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ] المائدة:4.ويقول : [ إن الدين عند الله الإسلام ]. آل عمران :20.

ويقول: [ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ]. آل عمران : 85 .

هذا الدين - هو الذى بعث الله به جميع الرسل والأنبياء , ولم يكن الإسلام نحلة ابتدعها البشر , أوفلسفة أنتجتها أفكار الناس , ولكنه دين سماوى أنزله وضمنه شريعة هى المنهج المتكامل الدائم الذى أراده الله للبشرية جمعاء إلى يوم القيامة . ولقد تضمنت شريعته مصالح الدنيا والآخرة , ونظمت العلاقات الضرورية فى أطرها الطبيعية للإنسان , علاقته مع ربه , وعلاقته مع نفسه , وعلاقته مع مجتمعه, وعلاقته مع الكون والحياة.

والعلاقة مع الله تنظمها العبادات ابتداء من الصلاة والصيام والزكاة والحج و أنواع البر كلها مما يدخل فى إطار نوافل الخيرات . والعلاقة مع النفس تنظمها الآداب والأخلاق وصفاء الروح وزكاتها وحضورها الدائم فى مشاهدة عظمة الخالق . والعلاقة مع المجتمع تنظمها أحكام المعاملات المدنية والجنائية والدولية والإجتماعية , مثل أحكام الأسرة ورعاية الطفل والعجزة والقاصرين. والعلاقة مع الكون والحياة بمراعاة حكمة الله فى الإيجاد والإمداد, وطلب المزيد من العلم فى جميع هذه الآفاق عملا بقوله تعالى : [ وقل رب زدنى علما]. طه آية 114. وتحقيقا لمضمون قوله تعالى : [ سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ]فصلت آية 53. ولقوله تعالى : [ وفى أنفسكم أفلا تبصرون ] الذاريات آية 21.

وبهذه المقدمة يتضح لنا أن الأسلام ليس عبادات أو آداب أو أخلاق فقط, وإنما هو دين كامل شامل نشأت عن تعاليمه حضارة دينية ودنيوية تستوعب كل آفاق الحياة الروحية والمادية . ومقومات هذه الحضارة هى تطبيق الأسس والقواعد التى وضعها الإسلام للإصلاح العام , والرجوع أو العودة بالإنسان إلى أصل الفطرة والصفاء والنقاء متمثلا ذلك فى إصلاح الفرد والجماعة , وتقويم الأخلاق , وتهذيب النفس وتزكيتها , وتطهير القلب, وإصلاح الأسرة والأمة , وتنظيف وإصلاح البيئة والعمل المؤدى إلى الفوز والسعادة . وذلك برفع مستوى الفرد والجماعة والأمة فى الدين والعلم والثقافة التزاما وبحثا وانفتاحا للإبداع والتجديد فى حدود سماحة الإسلام وسعة دائرة آفاقه.

ولكل هذه المميزات كان الإسلام هو رسالة الله الأخيرة إلى الأرض . فهو آخر الأديان , كما أن نبيه آخر الرسل وخاتم الأنبياء , وكتابه خاتمة الكتب السماوبة والمهيمن عليها , وشريعته هى خاتمة الشرائع. وبما أن الإسلام بهذه الصفة من الكمال والشمول وسعة الدائرة والآفاق , فقد جمع المصالح والإحتياجات البشرية كلها فى الدين والدنيا والآخرة , وأعطى العقل الإنسانى المنور بنور الإيمان طاقة لاحدود لها فى مجال الفكر والغوص فى الأعماق للتوفيق بين مقتضيات الأدلة الشرعية وآفاقها الكبرى, ومقاصدها السامية وغاياتها العظمى, وبين ضرورات واقع عصرنا المعاش وحياتنا اليومية ممايدل على كفاءة هذه الشريعة وكفايتها واتساع دائرتها لإحتواء كل الحوادث والمستجدات مما يفرض على العلماء من ذوى القدرة والإختصاص الأخذ بمبدأ الإجتهاد والإستنباط من أجل التجديد فى كل زمان ومكان , وفى كل القضايا و المستجدات .فالشريعة قابلة لمواجهة كل تقدم وتطور بما فيها من مرونة وسعة آفاق , وقدرة على مواكبة سير الأحداث وتطور الحياة . ومن هنا تضمن التشريع الإسلامى مبدأ الإجتهاد فى كل جديد , والتجديد فى كل زمان ومكان . واعتمد العلماء والمجتهدون قواعد كثيرة هامة فى مجال البحث والإجتهاد . ومن أبرزها , قاعدة : الضرر يزال. وقاعدة : المشقة تجلب التيسير . وقاعدة : الضرورات تبيح المحظورات . وقاعدة: تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.

وقد رأينا كيف عالج الإسلام ضعف الأمة العربية عندما اعتنقته وطبقت مبادئه الخالدة, وكيف ارتقت إلى أعلى درجات التقدم والسموق , وكيف فتحت آفاقا جديدة فى ميادين المعرفة والعلوم , وتربعت بكل جدارة على كرسى الريادة والقيادة , وتحقق فيها قول الله تعالى : [ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله] آل عمران : 111 . وبهذا الدين سبقت هذه الأمة جميع الأمم إلى كثير من آفاق العلم والمعرفة والثقافة والفلسفة , مبتكرة مناهج كثيرة فى الفكر والنظر.

كتاب الإقتصاد فى تصحيح قوائد الإعتقاد لفضيلة الشيخ ابراهيم صالح الحسيني

مفتى نيجيريا ورئيس المجلس الإسلامي بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماهو الاسلام؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامى :: الدين الاسلامى-
انتقل الى: