هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الايمان و تعريفه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

الايمان و تعريفه Empty
مُساهمةموضوع: الايمان و تعريفه   الايمان و تعريفه Icon_minitimeالخميس مايو 22, 2008 12:56 pm

هذا ومقامات الدين ثلاثة : الإسلام والإيمان والإحسان وقد بينها النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فى حديث سيدنا عمر رضى الله عنه المعروف بحديث جبريل إذ قال " بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يامحمد أخبرنى عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتى الزكاة ،وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال: صدقت.فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرنى عن الإيمان قال:أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت . قال : فأخبرنى عن الإحسان قال: أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرنى عن الساعة . قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرنى عن أماراتها . قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون فى البنيان. ثم انطلق . فلبثت مليا، ثم قال : ياعمر أتدرى من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " أخرجه أحمد والخمسة إلا البخارى .

اشتمل هذا الحديث على الجوانب العلمية والعملية من الأحكام الشرعية ودخل فى ذالك علم التوحيد وهو ما تعلق بالإيمان وعلم الشريعة الظاهر وأحكامها وهو ما تعلق بالإسلام وعلم المعرفة بالله وهو ما تعلق بالإحسان وسمى مجموع الأركان الثلاثة كلها دينا بقوله أتاكم يعلمكم دينكم .

قال الإمام النووى : فيه أن الإيمان والإسلام والإحسان تسمى كلها ديناً واعلم أن هذا الحديث يجمع أنواعاً من العلوم والمعارف والآداب واللطائف بل هو أصل الإسلام كما حكيناه عن القاضى عياض. انتهى (ج1 ص 142) شرح مسلم للنووي.
قال الإمـام أبو الحسن على بن خلف بن بطال المالكى المغربى فى شرح صحيح البخارى مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفها:إن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص والحجة على زيادته ونقصانه ما أورده البخارى مـن الآيـات يعنى قوله عز وجل } ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم { وقوله تعالى } وزدناهم هدى { وقوله تعالى } ويزيد الله الذين اهتدوا هدى { وقوله تعالى } والذين اهتدوا زادهم هدى { وقوله تعالى } ويزداد الذين آمنوا إيماناً { وقوله تعالى } أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً { وقوله تعالى } فاخشوهم فزادهم إيماناً { وقوله تعالى } وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً { قال ابن بطال : فإيمان من لم تحصل له الزيادة ناقص ، قال : فإن قيل الإيمان فى اللغة التصديق فالجواب : أن التصديق يكمل بالطاعات كلها فما ازداد المؤمن من أعمال البر كان إيمانه أكمل ، وبهذه الجملة يزيد الإيمان ، وبنقصانها ينقص ، فمتى نقصت أعمال البر نقص كمال الإيمان ومتى زادت زاد الإيمان كمالاً ، هذا توسط القول فى الإيمان ، وأما التصديق بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا ينقص ولذلك توقف مالك رحمه الله فى بعض الروايات عن القول بالنقصان ، إذ لا يجوز نقصان التصديق لأنه إذا نقص صار شكاً وخرج عن اسم الإيمان وقال بعضهم : إنما توقف مالك عن القول بنقصان الإيمان خشية أن يتأول عليه موافقة الخوارج الذين يكفرون أهل المعاصى من المؤمنين بالذنوب وقد قال مالك بنقصان الإيمان مثل قول جماعة أهل السنة قال عبد الرزاق : سمعت من أدركت من شيوخنا وأصحابنا سفيان الثورى ومالك بن أنس وعبيد الله بن عمر والأوزاعى ومعمر بن راشد وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وهذا قول ابن مسعود وحذيفة والنخعى والحسن البصرى وعطاء وطاوس ومجاهد وعبد الله بن المبارك فالمعنى الذى يستحق باللسان والعمل بالجوارح وذلك أنه لا خلاف بين الجميع أنه لو أقر وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه لا يستحق اسم مؤمن ولو عرفه وعمل وجحد بلسانه وكذب ما عرف من التوحيد لا يستحق اسم مؤمن وكذلك إذا أقر بالله تعالى وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولم يعمل بالفرائض لا يسمى مؤمناً بالإطلاق وإن كان فى كلام العرب يسمى مؤمناً بالتصديق فذلك غير مستحق فى كـلام الله تعالى لقوله عز وجل } إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً {الأنفال آية2-4 فأخبرنا سبحانه وتعالى أن المؤمن من كانت هذه صفته وقال ابن بطال فى باب من قال : الإيمان هو العمل فإن قيل : قد قدمتم أن الإيمان هو التصديق قيل: التصديق هو أول منازل الإيمان ويوجب للمصدق الدخول فيه ولا يوجب له استكمال منازله ولا يسمى مؤمناً مطلقاً هذا مذهب جماعة أهل السنة أن الإيمان قول وعمل قال أبو عبيد :وهو قول مالك والثورى والأوزاعى ومن بعدهم من أرباب العلم والسنة الذين كانوا مصابيح الهدى وأئمة الدين من أهل الحجاز والعراق والشام وغيرهم قال ابن بطال : وهذا المعنى أراد البخارى رحمه الله إثباته فى كتاب الإيمان وعليه بوب أبوابه كلها فقال : باب أمور الإيمان وباب الصلاة من الإيمان وباب الزكاة من الإيمان وباب الجهاد من الإيمان وسائر أبوابه وإنما أراد الرد على المرجئة فى قولهم : إن الإيمان قول بلا عمل ، وتبيين غلطهم وسوء اعتقادهم ومخالفتهم للكتاب والسنة ومذاهب الأئمة ثم قال ابن بطال فى باب آخر : قال المهلب : الإسلام على الحقيقة هو الإيمان الذى هو عقد القلب المصدق لإقرار اللسان الذى لا ينفع عند الله تعالى غيره وقالت الكرامية وبعض المرجئة : الإيمان هو الإقرار باللسان دون عقد القلب ومن أقوى ما يرد به عليهم إجماع الأمة على إكفار المنافقين وإن كانوا قد أظهروا الشهادتين قال الله تعالى } ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون، ولاتعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون { التوبة:آية 84-85 هذا آ

آخر كلام ابن بطال النووى على مسلم (ج1 ص 130-132) .

الإيمان اسم يطلق على العقد والعمل

ان من المتفق عليه لدى أهل السنة والجماعة إطلاق الإيمان على ما يشمل عمل القلوب والجوارح ولذلك قال الإمام النووى : وأما إطلاق اسم الإيمان على الأعمال فمتفق عليه عند أهل الحق ودلائله فى الكتاب والسنة أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تشهر قال الله تعالى } وما كان الله ليضيع إيمانكم { أجمعوا على أن المراد صلاتكم وأما الأحاديث فستمر بك فى هذا الكتاب منها جمل مستكثرات والله أعلم واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذى يحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد فى النار لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك ونطق بالشهادتين فإن اقتصر على إحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلاً إلا إذا عجز عن النطق لخلل فى لسانه أو لعدم التمكن منه لمعاجلة المنية أو لغير ذلك فإنه يكون مؤمناً أما إذا أتى بالشهادتين فلا يشترط معهما أن يقول : وأنا برىء من كل دين خالف الإسلام إلا إذا كان من الكفار الذين يعتقدون اختصاص رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى العرب فإنه لا يحكم بإسلامه إلا بأن يتبرأ ومن أصحابنا أصحاب الشافعى رحمه الله من شرط أن يتبرأ مطلقاً وليس بشىء أما إذا اقتصر على قوله : لا إله إلا الله ولم يقل محمد رسول الله فالمشهور من مذهبنا ومذاهب العلماء أنه لا يكون مسلماً ومن أصحابنا من قال: يكون مسلماً ويطالب بالشهاد ة الأخرى فإن أبى جعل مرتداً ويحتج لهذا القول بقوله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فإذا قالوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم " وهذا محمول عند الجماهير على قول الشهادتين واستغنى بذكر إحداهما عن الأخرى لارتباطهما وشهرتهما والله أعلم أما إذا أقر بوجوب الصلاة أو الصوم أو غيرهما من أركان الإسلام وهو على خلاف ملته التى كان عليها فهل يجعل بذلك مسلماً؟ فيه وجهان لأصحابنا : فمن جعله مسلماً قال كل مايكفر المسلم بإنكاره يصير الكافر بالإقرار به مسلماً، أما إذا أقر بالشهادتين بالعجمية وهو يحسن العربية فهل يجعل بذلك مسلماً ؟ فيه وجهان لأصحابنا الصحيح منهما أنه يصير مسلماً لوجود الإقرار وهذا الوجه هو الحق ولا يظهر للآخر وجه انتهى النووى على مسلم (ج1 ص 133-134 ).
والإيمان يتضمن التصديق بستة أمور هى قواعده :-

الأول :- الإيمان بالله ، وهو اعتقاد وجود الله تعالى متصفاً بكل كمال يليق بجلاله ، منزها عن كل نقص . وأنه قادر على إيجاد الممكن وإعدامه وأنه موجود متصف بأسمائه وصفاته قبل إيجاد جميع المخلوقات .

الثانى :- الإيمان بالملائكة ، وهو أن نؤمن بوجودهم ، وأنهم عباد مكرمون لا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولا نقول إنهم عبارة عن الكائنات المجهرية الدقيقة كما رآه بعض المتأخرين .

الثالث :- الإيمان بالكتب ، وهو أن نصدق بأن لله تعالىكتباً أنزلها على بعض رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام منها : القرآن وهو أفضلها أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والإنجيل أنزل على سيدنا عيسى والتوراة أنزلت على سيدنا موسى والزبور أنزل على سيدنا داود وصحف سيدنا إبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام قال تعالى } يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل ومـن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا مبينا { النساء: آية 136 وقال تعالى } إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى { الأعلى آية: 18-19 .

الرابع :- الإيمان بالرسل ، وهو أن نؤمن بأن الله تعالى أرسل رسلا من البشر مبشرين بالجنة ، ومنذرين بالعذاب الأليم . متصفين بما يليق بهم من صدق وأمانة وتبليغ وفطانة ومالا يؤدى إلى نقص فى مراتبهم العلية ، ولا إلى نفرة الناس عنهم من الأعراض البشرية ، منزهين عما لا يليق بمقامهم من كذب وخيانة وكتمان وبلادة ومن أبرز صفاتهم عصمتهم من الذنوب كبائرها وصغائرها بعد النبوة وقبلها وأنهم معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله تعالى من الأحكام عمداً أو سهواً .

الخامس :- الإيمان باليوم الآخر.وهو يوم القيامة وأول منازله الموت أو البرزخ أو البعث ويجب الإيمان بسؤال القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والميزان ونشر كتب الأعمال وتعليقها فى الأعناق وأخذها باليمين لقوم وبالشمال لآخرين ومن وراء الظهر وقراءة كل إنسان بنفسه كتابه قال تعالى } وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا{ الاسراء :آية 13- 14 .

السادس :- الإيمان بالقدر كله ، أى التصديق والإذعان بأن كل ما قدر الله فى الأزل لابد من وقوعه وما لم يقدره يستحيل وقوعه ، وبأنه تعالى قدر الخير والشر قبل خلق الخلق ( روى) ابن عمرو " أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء" أخرجه مسلم والترمذى .

وأن جميع الكائنات بقضائه وقدره.قال الله تعالى { إنا كل شىء خلقناه بقدر } القمر: آية 49.وقال { وخلق كل شىء فقدره تقديراً } الفرقان:آية 2 وقال { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } الدهر:آية 30 .

وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال": كل شىء بقدر حتى العجز والكيس " أخرجه أحمد ومسلم .

واعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع وأن من جحد ما يعلم من دين الإسلام ضرورة حكم بردته وكفره إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة ونحوه ممن يخفى عليه فيعرف ذلك فإن استمر حكم بكفره وكذا حكم من استحل الزنا أو الخمر أو القتل أو غير ذلك من المحرمات التى يعلم تحريمها ضرورة انتهى النووى (ج1 ص 134)

قلت : قوله ولا يكفر أهل الأهواء والبدع ليس على إطلاقه فمن شبه الله بخلقه أو اعتقد فيه الجسم أو التحيز أو المكان أو عطل الصفات فأنكرها فإنه يكفر ولا فرق بينه وبين من اعتقد الاتحاد والحلول أو اعتقد طرو الحوادث على البارى جل وعلا قال القاضى عياض رحمه الله : عند قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال : انك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات فى يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم قال: هذا يدل على أنهم ليسوا بعارفين الله تعالى وهو مذهب حذاق المتكلمين فى اليهود والنصارى إنهم غير عارفين الله تعالى وإن كانوا يعبدونه ويظهرون معرفته لدلالة السمع عندهم على هذا وإن كان العقل لا يمنع أن يعرف الله تعالى من كذب رسولاً قال القاضى عياض رحمه الله : ما عرف الله تعالى من كذب رسولاً ثم قال: ما عرف الله تعالى من شبهه وجسمه من اليهود أو أجاز عليه البداء أو أضاف إليه الولد منهم أو أضاف إليه الصاحبة والولد وأجاز الحلول عليه والانتقال والامتزاج من النصارى أو وصفه مما لا يليق به أو أضاف إليه الشريك والمعاند فى خلقه من المجوس والثنوية فمعبودهم الذى عبدوه ليس هو الله وإن سموه به إذ ليس موصوفاً بصفات الإله الواجبة له فإذن ما عرفوا الله سبحانه فتحقق هذه النكتة واعتمد عليها وقد رأيت معناها لمتقدمى أشياخنا وبها قطع الكلام أبو عمران الفارسى بين عامة أهل القيروان عند تنازعهم فى هذه المسألة انتهى(ج1 ص 172) النووى.

قلت : هذا الكلام ينطبق تماما على جميع أتباع الديانات السماوية الأخرى والتى يدعى أتباعها أنهم أخذوها عن الأنبياء والرسل فالكل يشبه ويجسم ويعتقد فى الله مالا يليق بجلاله والمجسمة والمشبهة الجهوية من هذه الأمة ليس لهم سلف فى ما ذهبوا إليه من حمل النصوص المتشابهة على ظاهرها وإن ادعوا أن الظاهر الذى يقصدونه غير المتعارف عليه فى اللغة والعرف بين الناس فآل أمرهم إلى المكابرة والتمويه على البسطاء والعامة فيشملهم التكفير ولا يختلف أهل السنة والجماعة فى هذا وستراه واضحا فى آخر هذا الكتاب عندما نتكلم على الردة أعاذنا الله منها وموجباتها .
ومما يكفر به المرء فى الإسلام على مذهب أهل السنة والجماعة أن يكفر هو الأمة أو يكفر الآخرين فيكفر بذلك وهذا رأى أهل السنة والجماعة كما ذكره عبد القاهر بن طاهر البغدادى رحمه الله فى الفرق بين الفرق حين تحدث عن أهل السنة والجماعة راجع (ص345 -346 ) هناك.
والإيمان بهذه المعطيات حين يصل إلى درجة اليقين يجد المؤمن اطمئنانا لا نظير له فى توكله وثقته بالله ويقينه بوعد الله كما جاء عن أبى الدرداء قال: طلق بن حبيب: جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال: قد احترق بيتك فقال: ما احترق ، لم يكن الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسى ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح :" اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا فوة إلا بالله العلى العظيم ، أعلم أن الله على كل شىء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شىء علما .اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسى ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها. إن ربى على صراط مستقيم " أخرجه ابن السنى انظر إلى هذا اليقين الجلى وهذا الجانب من حديث جبريل هو الذى تكفل بشـرح علم التوحيد بكل جوانبه وأقسامه وقد قام علماء العقيدة بتحقيق أركانه ظاهراً وباطناً كما تكفل علماء الفقه بتحقيق القسم الأول من هذا الحديث وقد قام العارفون بالله بشرح جانب الإحسان منه فألفوا كتب الآداب والرقائق والأخلاق وحصروا الأحوال فى المهلكات والمنجيات فرضى الله عنهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الايمان و تعريفه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامى :: الدين الاسلامى-
انتقل الى: