هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سيدنا ابراهيم عليه السلام 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

سيدنا ابراهيم عليه السلام 1 Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا ابراهيم عليه السلام 1   سيدنا ابراهيم عليه السلام 1 Icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2008 3:12 pm

قال الله تبارك وتعالى: {واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقاً نبياً (41)} [سورة مريم]، وقال تعالى: {ولقد ءاتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51)} [سورة الأنبياء].

نسب ابراهيم عليه الصلاة والسلام:
هو ابراهيم بن تارخ (وهو ءازر) بن ناخور بن ساروغ بن ارغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن ارفخشذ ابن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، وقيل: انّ ابراهيم عليه السلام كان يكنى أبا الضيفان لأنه كان مضيافاً كثير الكرم لمن استضافه.
كان أهل بابل في العراق يتنعمون برغد العيش ويتفيئون ظلال النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليهم، ولكنهم كانوا يتخبطون في دياجير الظلام ويتردون في وهاد الضلال والكفر، فقد نحتوا بأيديهم الأصنام واتخذوها من دون الله ءالهةً وعكفوا على عبادتها، وكان عليهم حاكم ظالم مستبد يقال له نمرود بن كنعان بن كوش، قيل هو الضحاك وقيل غيره، وكان أحد الملوك الذين ملكوا الارض وأحاط ملكه مشارق الأرض ومغاربها، فلما رأى ما هو عليه من الزعامة وما يتمتع به من سطوة الملك وقوة السلطان، ورأى ما أطبق على قومه من الجهل والفساد ادعى الألوهية ودعا قومه الى عبادته، وقيل: كان قوم ابراهيم يعبدون الكواكب السبعة وكان لهم أصنام بشكل الشمس والقمر وأصنام بشكل الكواكب.

مولد ابراهيم عليه السلام:
في وسط هذه البيئة المنحرفة وفي زمن وعهد هذا الملك الجبار الكافر النمرود كان مولد ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وفي موضع ولادته عليه السلام خلاف قيل: ولد بالسوس من أرض الأهواز، وقيل: ولد ببابل وهي ارض الكلدانيين، وقيل: بحران، وقيل: بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون، والمشهور عند أهل السير والتواريخ أنه ولد ببابل.
قال أهل التواريخ والسير: انه لما أراد الله عز وجل أن يبعث ابراهيم عليه السلام وأن يجعله حجة على قومه ونبياً رسولا اليهم، ولم يكن فيما بين نوح وابراهيم عليهما السلام من نبي قبله الا هود وصالح عليهما السلام، ولما تقارب زمان ابراهيم أتى المنجمون الى هذا الملك نمرود وقالوا له: اعلم أنا نجد في علمنا أنَّ غلاماً يولد في قريتك هذه يقال له ابراهيم، يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا. فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود هذا الى كل امرأة حبلى بقريته فحبسها عنده الا ما كان من أم ابراهيم زوجة ءازر والد ابراهيم عليه السلام فانه لم يعلم بحبلها، وذلك أنها كانت جارية لم يعرف الحبل في بطنها، فجعل هذا الملك الطاغية لا تلد امرأة غلاماً في ذلك الشهر من تلك السنة الا أمر به فذبح، فلما وجدت أم ابراهيم عليه السلام الطلق خرجت ليلاً الى مغارة كانت قريبة منها فولدت فيها ابراهيم عليه السلام وأصلحت من شأنه ما يُصنع بالمولود، ثم سدت عليه المغارة ورجعت الى بيتها، كانت تزوره وتطالعه في المغارة لتنظر ما فعل، فكان يشب في اليوم ما يشب غيره في الشهر وكانت تأتي فتجده حياً يمص ابهامه، فقد جعل رزق ابراهيم عليه السلام في ابهامه فيما يجيئه من مصه، ولم يمكث ابراهيم عليه السلام في المغارة الا خمسة عشر شهراً، ثم ترعرع وكبر واصطفاه الله لحمل رسالته وابانة الحق ودعاء قومه الى عبادة الله وحده والى العقيدة الصافية من الدنس والشرك، والى ترك عبادة الكواكب والأصنام والى الدخول في دين الاسلام الذي هو دين جميع الأنبياء.

عدد المرات الذي ذكر فيها ابراهيم عليه السلام في القرءان:
ذكرت قصة ابراهيم في عدة مواضع من القرءان، تارة باختصار وتارة بالتطويل وتارة بذكر شأن من شئونه في سورة أخرى.
وقصة ابراهيم عليه السلام ترتبط بها قصص أخرى كقصة لوط، لأن ابراهيم ولوطاً كانا متعاصرين، ونبي الله لوط هو ابن أخي ابراهيم عليه السلام، وقد ءامن لوط بعمه ابراهيم كما قال تعالى: {فآمن له لوط وقال اني مهاجرٌ الى ربي (26)} [سورة العنكبوت].

نبوة ابراهيم ورسالته ونشأته
على الايمان وعدم شكه بالله تعالى وبقدرته
اختار الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه السلام وجعله نبياً ورسولا واصطفاه لهداية قومه ودعوتهم الى دين الاسلام وتوحيد الله وترك عبادة الكواكب والأصنام التي لا تخلق شيئاً ولا تستحق العبادة، لأن الذي يستحق العبادة وحده هو الله تبارك وتعالى خالق كل شيء.
وقد كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء منذ صغره ونشأته مسلماً مؤمناً عارفاً بربه معتقداً عقيدة التوحيد منزهاً ربه عن مشابهة المخلوقات، ومدركاً أن هذه الأصنام التي يعبدها قومه لا تغني عنهم من الله شيئاً، وأنها لا تضر ولا تنفع لأن الضار والنافع على الحقيقة هو الله تعالى وحده. يقول الله تبارك وتعالى في حق ابراهيم: {ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين (67)} [سورة ءال عمران]، وقال الله تعالى: {ولقد ءاتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51)} [سورة الأنبياء].
ولقد كان نبي الله ابراهيم عليه السلام مفعم النفس بالايمان بربه وعارفاً به ممتلىء الثقة بقدرة الله وأن الله تعالى قادر على كل شيء لا يعجزه شيء، وكان غير شاك ولا مرتاب بوجود الله سبحانه مؤمناً بما أوحي اليه من بعث الناس بعد موتهم يوم القيامة وحسابهم في الحياة الأخرى على أعمالهم وما قدموا في هذه الحياة الدنيا.
فائدة: قال الله تعالى: {واذ قال ابراهيم ربِّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعةً من الطير فصُرهنَّ اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهنَّ يأتينك سعياً واعلم أنَّ الله عزيز حكيم(260)} [سورة البقرة].
ومعناه ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان مؤمناً ومصدقاً بقلبه جازماً لا ريب فيه أن الله تبارك وتعالى قادر على احياء الموتى واعادة الخلق يوم القيامة، ولكنه أراد أن يزداد بصيرةً ويقيناً فسأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى بعد موتهم، وقول الله تعالى: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي(260)} [سورة البقرة] أي أنا مؤمن غير شاك ولا مرتاب ولكن تاقت نفسي لأن أرى بعينيَّ ليطمئن قلبي ويزداد يقيني، فمعنى قول ابراهيم "ليطمئن قلبي" أي ليطمئن قلبي باجابة طلبي، لأنه من الجائز أن يعطي الله تعالى بعض الأنبياء جميع ما طلب أو أن يعطيه بعض ما طلب ولا يعطيه بعضاً، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف خلق الله وأكرمهم على الله ما أعطي جميع ما طلب، بل أعطي بعض ما طلب ومنع بعض ما طلب، وابراهيم عليه الصلاة والسلام ما كان جازماً وقاطعاً في نفسه بأنَّ الله يعطيه ما سأل، لكنه كان مؤمناً بأن الله تبارك وتعالى قادر على ذلك، لكن كان عنده احتمال أن الله يريه كيف يحيي الموتى واحتمال أنه لا يريه، فأجاب الله تبارك وتعالى سؤال ابراهيم عليه السلام وأمره أن يأخذ أربعة من الطير ويتعرف على أجزائها ثم يفرقها أشلاء وأجزاء ويجعل على كل جبل منهن جزءا ثم يدعوهن اليه فيأتينه سعياً باذن الله، فلمّا فعل ابراهيم خليل الرحمن ما أمره الله تعالى صار كل جزء ينضم الى مثله وعادت الأشلاء والأجزاء كما كانت وعادت الروح الى كل طير، ورجعت الطيور الأربعة بقدرة الله ومشيئته الى ابراهيم عليه السلام، وهو يرى ءايات الله البينات وءاثار قدرته العظيمة التي تدل أنه تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السموات فتبارك الله أحسن الخالقين أي أحسن المقدرين.

دعوة ابراهيم عليه الصلاة والسلام أباه ءازر الى دين الاسلام
بالحكمة والموعظة الحسنة
ذكر أهل التواريخ أن ابراهيم انطلق بزوجته سارة وابن أخيه لوط فخرج بهم من أرض الكلدانيين الى أرض الكنعانيين وهي بلاد بيت المقدس، فنزلوا حران وكان أهلها يعبدون الكواكب السبعة، فقام الخليل ابراهيم عليه السلام يدعو قومه الى دين الله وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وكان أول دعوته لأبيه ءازر الذي كان مشركاً يصنع الأصنام ويعبدها ويبيعها للناس ليعبدوها فدعاه الى عبادة الله وحده والى دين الحق الاسلام بألطف عبارة وبأحسن بيان وبالحكمة والموعظة الحسنة، قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {واذكر في الكتاب ابراهيم انَّه كان صديقاً نبياً (41) اذ قال لأبيه يا أبت لمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً (42) يا أبت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتَّبعني أهدك صراطاً سوياً (43) يا أبت لا تعبد الشيطان انَّ الشيطان كان للرحمن عصياً (44) يا أبت اني أخاف أن يَمَسَّك عذابٌ من الرحمن فتكون للشيطان ولياً (45)} [سورة مريم]? وقال تعالى: {واذ قال ابراهيم لأبيه ءازرَ أتتخذ أصناماً ءالهةً اني أراك وقومك في ضلال مبين (74)} [سورة الأنعام].
ذكر الله تبارك وتعالى في هذه الآيات ما كان جرى بين ابراهيم وأبيه من المحاورة والجدال الى عبادة الله وحده، وكيف دعا أباه الى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيَّن له بطلان ما هو عليه من عبادة الأوثان التي لا تسمع دعاء عابدها ولا تبصر مكانه، فكيف تغني عنه شيئاً أو تفعل به خيراً من رزق أو نصر فهي لا تضر ولا تنفع، وأعلمه بأن الله قد أعطاه من الهدى والعلم النافع فدعاه الى اتباعه وان كان أصغر سناً من أبيه لأن اتباعه ودخوله الى الاسلام وعبادة الله وحده هو الطريق المستقيم السويّ الذي يفضي به الى الخير في الدنيا والآخرة. ثم بيَّن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه أنه بعبادته للأصنام يكون منقاداً للشيطان الخبيث الفاجر الذي لا يحب للناس الخير بل يريد لهم الهلاك والضلال ولا يستطيع أن يدفع عنه عذاب الله ولا يردّ عنه عقوبته وسخطه يقول الله تعالى: {انَّ الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً انّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير (6)} [سورة فاطر].
لم يقبل ءازر نصيحة نبي الله ابراهيم ولم يستجب لدعوته بل استكبر وعاند وتوعد وهدد ابنه ابراهيم بالشر والرجم والقتل وقال له ما أخبرنا الله تعالى عنه في القرءان: {قال أراغبٌ أنت عن ءالهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنَّك واهجرني ملياً (46)} [سورة مريم] فعندها قال له ابراهيم ما حكاه الله عنه: {قال سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي انَّه كان بي حفياً (47)} [سورة مريم] أي سلام عليك لا يصلك مني مكروه ولا ينالك مني أذى، وزاده بأن دعا له بالخير فقال: {سأستغفر لك ربي انَّه كان بي حفياً (47)} [سورة مريم].
ومعنى قوله: {سأستغفر لك ربي (47)} أي سأطلب من الله أن يغفر لك كفرك بالدخول في الاسلام وليس معناه اني أطلب لك باللفظ كما يستغفر المسلم للمسلم بقوله: الله يغفر لك أو استغفر الله لك، ومعنى قوله: {انه كان بي حفياً (47)} أي لطيفاً يعني في أن هداني لعبادته والاخلاص له ولهذا قال ما حكاه الله عنه في كتابه العزيز: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً(48)} [سورة مريم]، وقد استغفر ابراهيم لأبيه ءازر على المعنى الذي ذكرناه سابقا كما وعده ابراهيم في أدعيته فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه كما قال تعالى: {وما كان استغفار ابراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه (114)} [سورة التوبة]? أي لما علم أنه لا يسلم بل يموت على الكفر تبرأ منه.

دعوة ابراهيم عليه السلام قومه الى عبادة الله وحده واقامة الحجة
على قومه في أن الكواكب والأصنام التي يعبدونها لا تصلح
للعبادة وبيان ان ابراهيم لم يكن يعبد الكواكب
هذه الغلطة والاستكبار من والد ابراهيم عليه السلام لم تقعده وتمنعه من متابعة دعوته الى الله سبحانه وتعالى ولم يُثنه عدم استجابة أبيه لنصحه ودعوته الى عبادة الله وحده عن متابعة دعوته لقومه الى هذا الدين الحق وترك عبادة الكواكب والأصنام.
وأراد ابراهيم عليه السلام أن يبين لقومه أنّ عبادة الكواكب باطلة وأنها لا تصلح للعبادة أبداً لأنها مخلوقة مسخرة متغيرة تطلع تارة وتغيب تارة أخرى، وأنها تتغير من حال الى حال وما كان كذلك لا يكون الهاً، لأنها بحاجة الى من يغيرها وهو الله تبارك وتعالى الدائم والباقي الذي لا يتغير ولا يزول ولا يفنى ولا يموت، لا اله الا هو ولا رب سواه، فبين ابراهيم لقومه أولاً أن الكوكب لا يصلح للعبادة ثم انتقل الى القمر الذي هو أقوى ضوءاً منه وأبهى حسناً، ثم انتقل الى الشمس التي هي أشد الأجرام المشاهدة ضياء ونوراً، فبين أنها ذات حجم وحدود وأنها متغيرة تشرق وتغرب واذا كانت متغيرة فلا تصلح للأولوهية لأنها بحاجة الى من يغيرها ويحفظ عليها وجودها وهو الله تبارك وتعالى خالق كل شيء ومدبر أمر هذا العالم.
قال الله تبارك وتعالى: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين (75) فلمّا جنّ عليه اليل رءا كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الأفلين (76) فلما رءا القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم اني بريء مما تشركون (78) اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفاً وما أناْ من المشركين (79) وحاجّه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به الا أن يشاء ربي شيئا (80)} [سورة الأنعام].
وأما معنى قول سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام عن الكوكب حين رءاه {هذا ربي (76)} فهو على تقدير الاستفهام الانكاري فكأنه قال: أهذا ربي كما تزعمون، لذلك لما غاب قال: {لا أحب الأفلين ( 76)} أي لا يصلح أن يكون هذا الكوكب رباً لأنه يأفل ويتغير فكيف تعتقدون ذلك، ولما لم يفهموا مقصوده وظلوا على ما كانوا عليه، قال حين رأى القمر مثل ذلك فلمّا لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنه بريء من عبادته أي من عبادة القمر لأنه لا يصلح للعبادة ولا يصلح للربوبية، ثم لما أشرقت الشمس وظهرت قال لهم مثل ذلك، فلما لم ير منهم بغيته أيضا وأنهم أصحاب عقول سقيمة وقلوب مظلمة مستكبرة أيس منهم وأظهر براءته من هذا الاشراك الذي وقعوا به وهو عبادة غير الله تعالى، وأما ابراهيم عليه السلام فهو رسول الله ونبيه فقد كان مؤمناً عارفا بربه كجميع الأنبياء لا يشك بوجود الله طرفة عين، وكان يعلم أن الربوبية لا تكون الا لله وأنه لا خالق الا الله ولا معبود بحق الا الله. ولم يكن كما يفتري عليه بعض أهل الجهل والضلال من قولهم انه مر بفترات وأوقات شك فيها بوجود الله، لأن الأنبياء والرسل جميعهم يستحيل عليهم الكفر والضلال قبل النبوة وبعدها، لأنهم بعثوا هداة مهتدين ليعلموا الناس الخير وما أمرهم الله بتبليغه، فقد كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام قبل مناظرته لقومه واقامة الحجة عليهم وقبل دعوتهم الى الاسلام والايمان يعلم علما يقيناً لا شك فيه أن له رباً وهو الله تبارك وتعالى الذي لا يشبه شيئاً وخالق كل شيء، وأن الأولوهية والربوبية لا تكون الا لله خالق السموات والأرض وما فيهما وهو مالك كل شيء وقادر على كل شيء وعالم بكل شيء ونافذ المشيئة في كل شيء، والدليل على ذلك من القرءان قوله تعالى: {ولقد ءاتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51)} [سورة الأنبياء]، وقوله تعالى: {وتلك حجتنا ءاتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجاتٍ من نشاء انَّ ربك حكيم عليم (83)} [سورة الأنعام]، وقوله تعالى حكاية عن ابراهيم بعد أن أقام ابراهيم الحجة على قومه وأفحمهم: {اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (79)} [سورة الأنعام].
والظاهر أن موعظة ابراهيم هذه في الكواكب لأهل حران فانهم كانوا يعبدونها، أما أهل بابل فكانوا يعبدون الأصنام وهم الذين ناظرهم في عبادتها، وكسرها وأهانها وبيّن بطلان عبادتها كما قال الله تعالى: {اذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا ءاباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وءاباؤكم في ضلال مبين (54) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين (55) قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهنّ وأنا على ذلكم من الشاهدين (56)} [سورة الأنبياء].
ولقد سأل ابراهيم عليه الصلاة والسلام قومه ليقيم الحجة عليهم أيضاً مستنكراً ان كانت الأصنام تسمع دعاءهم أو تنفع أو تضر فقالوا له ما حكاه الله تعالى عنهم: {بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون (74)} [سورة الشعراء].
فقد سلموا له أن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله لا تسمع داعياً ولا تنفع ولا تضر شيئاً، ثم أخذ يبين لهم بديع صنع الله تعالى وعظيم قدرته ليلمسوا الفرق الواضح بين عبادة ابراهيم لله الحقة وبين عبادتهم للأصنام الباطلة يقول الله تبارك وتعالى: {واتل عليهم نبأ ابراهيم (69) اذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين (71) قال هل يسمعونكم اذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرون (73) قالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون (74) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدوت (75) أنتم وءاباؤكم الأقدمون (76) فانهم عدوٌ لي الا رب العالمين (77) الذي خلقني فهو يهدين (78) والذي هو يطعمني ويسقين (79) واذا مرضت فهو يشفين (80) والذي يميتني ثم يحيين(81)} [سورة الشعراء].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا ابراهيم عليه السلام 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامى :: قصص الانبياء والرسل-
انتقل الى: