هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سيدنا ابراهيم عليه السلام 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

سيدنا ابراهيم عليه السلام 2 Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا ابراهيم عليه السلام 2   سيدنا ابراهيم عليه السلام 2 Icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2008 3:13 pm

قصة ابراهيم عليه السلام في تكسيره للأصنام
التي يعبدها قومه واظهاره الحجة عليهم
ولما رأى ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنهم ما زالوا متعلقين بأوهامهم متمسكين بعبادة أصنامهم عَقَد النية على أن يكيد أصنامهم ويفعل بها أمراً يقيم الحجة بها عليهم لعلهم يفيقون من غفلتهم ويصحون من كبوتهم، وكان من عادة قومه أن يقيموا لهم عيداً، فلمَّا حلَّ عليهم عيدهم وهموا بالخروج الى خارج بلدهم دعوه ليخرج معهم فأخبرهم أنه سقيم لأنه أراد التخلف عنهم ليكسر أصنامهم ويقيم الحجة عليهم، قال تعالى: {فنظر نظرة في النجوم (88) فقال اني سقيم (89) فتولوا عنه مدبرين(90)} [سورة الصافات].
فلما مضى قومه ليحتفلوا بعيدهم نادى في ءاخرهم: {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين(57)} [سورة الأنبياء] قيل: سمعه بعضهم وقيل: خفية في نفسه، ثم رجع ابراهيم الى بيت الأصنام الذي كان فيه قومه يعبدون هذه الأصنام، فاذا هو في بهو عظيم واسع مستقبل باب البهو صنم كبير الى جانبه أصنام صغيرة بعضها الى جنب بعض، واذا هم قد صنعوا لها طعاماً وضعوه أمام هذه الأصنام، فلما نظر ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى ما بين أيدي هذه الأصنام من الطعام الذي وضعه قومه قرباناً لها ورأى سخافة عقولهم، خاطب هذه الأصنام وقال لها على سبيل التهكم والازدراء: {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضرباً باليمين (93)} [سورة الصافات].
أمسك بيده اليمنى فأساً وأخذ يهوي على الأصنام يكسرها ويحطم حجارتها قال تعالى: {فجعلهم جذاذاً (58)} [سورة الأنبياء]، وما زال كذلك حتى جعلها كلها حطاما الا كبير هذه الأصنام فقد أبقى عليه وعلق الفأس في عنقه ليرجعوا اليه فيظهر لهم أنها لا تنطق ولا تعقل ولا تدفع عن نفسها ضرراً، وبذلك يقيم سيدنا ابراهيم عليه السلام الحجة على قومه الكافرين الذين يعبدونها على غير برهان ولا هدى تقليداً لآباءهم، قال تعالى: {الا كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون (58)} [سورة الأنبياء].
ولما رجع قومه من عيدهم ووجدوا ما حل بأصنامهم بهتوا واندهشوا وراعهم ما رأوا في أصنامهم، قال الله تعالى: {قالوا من فعل هذا بآلهتنا انَّه لمن الظالمين (59) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم (60)} [سورة الأنبياء] يعنون فتى يسبها ويعيبها ويستهزىء بها وهو الذي نظن أنه صنع هذا وكسرها، وبلغ ذلك الخبر الملك نمرود الجبار ملك البلاد وحاكمها وأشراف قومه {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون (61)} [سورة الأنبياء] وأجمعوا على أن يحضروا ابراهيم ويجمعوا الناس ليشهدوا عليه ويسمعوا كلامه وكان اجتماع الناس في هذا المكان الواحد مقصد ابراهيم عليه الصلاة والسلام ليقيم على قومه الحجة على بطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وتقاطرت الوفود وتكاثرت جموع الكافرين كلّ يريد الاقتصاص من ابراهيم نبي الله الذي أهان أصنامهم واحتقرها، ثم جاءوا بابراهيم عليه الصلاة والسلام الى هذا الجمع الزاخر من الكافرين أمام ملكهم الجبار نمرود {قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم (62)} [سورة الأنبياء] وهنا وجد نبي الله ابراهيم الفرصة سانحة ليقيم الحجة عليهم وليظهر لهم سخف معتقدهم وبطلان دينهم {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون (63)} [سورة الأنبياء] وهذا الزام للحجة عليهم بأن الأصنام جماد لا تقدر على النطق، وأنَّ هذه الأصنام لا تستحق العبادة فهي لا تضر ولا تنفع، ولا تملك لهم نفعاً ولا ضراً ولا تغني عنهم شيئاً.
فعادوا الى أنفسهم فيما بينهم بالملامة لأنهم تركوها من غير حافظ لها ولا حارس عندها، ثم عادوا فقالوا لابراهيم عليه السلام ما أخبر الله تعالى: {ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65)} [سورة الأنبياء] أي لقد علمت يا ابراهيم أن هذه الأصنام التي نعبدها لا تنطق فكيف تطلب منا أن نسألها.
فلما أقروا على أنفسهم بأن أصنامهم التي اتخذوها ءالهة من دون الله عاجزة عن الاصغاء والنطق واعترفوا أنها عاجزة لا تدرك ولا تشعر ولا تقدر ولا حياة لها، عند ذلك أقام ابراهيم عليه السلام الحجة عليهم وأفحمهم قال الله تعالى: {قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم (66) أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون (67)} [سورة الأنبياء]، وقال لهم: {والله خلقكم وما تعملون(96)} [سورة الصافات]، عند ذلك غلبوا على أمرهم وألزمهم نبي الله ابراهيم الحجة عليهم فلم يجدوا حجة يحتجون عليه، يقول تعالى: {وتلك حجتنا ءاتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجاتٍ من نشاء انَّ ربك حكيم عليم (83)} [سورة الأنعام].
قال تعالى: {ولقد ءاتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51) اذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا ءاباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وءاباؤكم في ضلال مبين (54) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين (55) قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهنَّ وأناْ على ذلكم من الشاهدين (56) وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذاً الا كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون (58) قالوا من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين (59) قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له ابراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون (61) قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون (63) فرجعوا الى أنفسهم فقالوا انكم أنتم الظالمون (64) ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم (66) أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون (67) قالوا حرقوه وانصروا ءالهتكم ان كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم (69) وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين (70)} [سورة الأنبياء].
فائدة: ليعلم أن قول ابراهيم عليه الصلاة والسلام: {بل فعله كبيرهم هذا} "بل فعله كبيرهم هذا" ليس كذباً حقيقياً بل هو صدق من حيث الباطن والحقيقة، لأن كبير الأصنام هو الذي حمله على الفتك بالأصنام الأخرى من شدة اغتياظه من هذا الصنم الكبير لمبالغتهم في تعظيمه بتجميل هيأته وصورته، فحمله ذلك على أن يكسر صغار الأصنام ويهين كبيرها، فيكون اسناد الفعل الى الكبير اسناداً مجازياً فلا كذب في ذلك، لأن الأنبياء يستحيل عليهم الكذب لأن من صفاتهم الواجبة لهم الصدق فهم لا يكذبون. ولمَّا قال ابراهيم عليه السلام لقومه عندما سألوه: {ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون (63)} [سورة الأنبياء] أراد بذلك أن يبادروا الى القول بأنها لا تنطق قال تعالى: {فرجعوا الى أنفسهم فقالوا انكم أنتم الظالمون (64)} [سورة الأنبياء].

ذكر مناظرة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
مع الملك الجبار نمرود الذي ادعى الألوهية
أقام ابراهيم عليه الصلاة والسلام الحجة على قومه بعد أن حطم أصنامهم، فاغتاظوا منه وأحضروه أمام ملكهم النمرود وأشراف قومه، فأخذ النمرود ينكر على ابراهيم عليه السلام دعوته الى دين الاسلام وأن الله تعالى هو رب العالمين لا رب سواه، وأخذ يدعي عناداً وتكبراً أنه هو الاله وقال لابراهيم: أخبرني الذي تعبده وتدعو الى عبادته ما هو، فقال له ابراهيم عليه السلام: {ربي الذي يُحي ويميت (258)} [سورة البقرة] وبيَّن له أن الله تعالى هو خالق كل شيء، واستدل على وجود الخالق بحدوث هذه المشاهدات من احياء الحيوانات واماتتها، وأنه لا بد لهذه الكواكب والرياح والسحاب والمطر من خالق مسخر لها ومدبر، فقال النمرود الجبار المستكبر: أنا أحيي وأميت أي أنا أحيي من أشاء بالعفو عنه بعد أن يكون صدر الحكم عليه بالقتل فينعم بالحياة، وأنا أميت من أشاء بأمري وأقضي عليه بحكمي، وقال: ءاخذ رجلين قد استوجبا القتل فأقتل أحدهما فأكون قد أمته وأعفو عن الآخر فأكون قد أحييته.
ظن نمرود بمقالته هذه البعيدة عن الحقيقة أنه على صواب وأراد المراوغة والاستكبار والعناد، فأراد ابراهيم عليه السلام أن يفحمه بالحجة القوية ويضيق عليه الخناق ويظهر له جهله وسخف عقله أمام قومه، فأعطاه دليلاً قوياً على أن الله تعالى هو الخاق المدبر لهذا العالم، وأن ما ادعاه عناداً واستكباراً باطل فقال له: {فانَّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب (258)} أي أن هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها الله الذي هو خالقها وخالق كل شيء، فان كنت كما زعمت باطلاً أنك تحيي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب، فان الذي يحيي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب، وأمام هذه الحجة الساطعة وقف النمرود مبهوتاً مبغوتاً أمام قومه، قال تعالى: {ألم ترَ الى الذي حاجَّ ابراهيم في ربه أن ءاتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال ابراهيم فانَّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (258)} [سورة البقرة].
وأمام عناد واستكبار هذا الملك الطاغية واستمراره على غيّه وضلاله، يقال: ان الله بعث الى ذلك الملك الجبار العنيد ملكاً يأمره بالايمان بالله والدخول في دين الاسلام، فأبى عليه ثم دعاه ثانية فأبى عليه ثم دعاه الثالثة فأبى عليه وقال له: اجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس وأرسل الله عليه ذباباً من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلط الله هذه الحشرات عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاماً، ودخلت ذبابة في منخر النمرود فمكثت فيه أربعمائة سنة عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها.

معجزة ابراهيم عليه الصلاة والسلام
في عدم احتراقه بالنار
أراد قوم ابراهيم عليه السلام أن ينتقموا من ابراهيم عليه السلام لما كسر أصنامهم وحطمها وأهانها، فلمَّا غلبهم بحجته القوية الساطعة أرادوا مع ملكهم هذا أن ينتقموا منه ويحرقوه في نار عظيمة فيتخلصوا منه قال تعالى مخبراً عن قولهم: {قالوا ابنوا له بُنْياناً فألقوه في الجحيم (97)} [سورة الصافات]، وقال: {قالوا حرّقوه وانصروا ءالهتكم ان كنتم فاعلين (68)} [سورة الأنبياء]، فشرعوا يجمعون الحطب من جميع ما يمكنهم من الأماكن ليلقوه بها وجعلوا ذلك قرباناً لآلهتهم -على زعمهم- حتى قيل ان المرأة منهم كانت اذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملنَّ حطباً لحريق ابراهيم، وهذا يدل على عظم الحقد المتأجج في صدورهم ضد ابراهيم عليه السلام. ثم عمدوا الى حفرة عظيمة فوضعوا فيها ذلك الحطب وأضرموا النار فيها فتأججت والتهبت وعلا لها شرر عظيم لم ير مثله، وكانوا لا يستطيعون لقوة لهبها أن يتقدموا منها، ثم لما كانوا لا يستطيعون أن يمسكوا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بأيديهم ويرموه في هذه النار العظيمة لشدة وهجها، صنعوا المنجنيق ليرموه من مكان بعيد، فأخذوا يقيدون ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو عليه الصلاة والسلام متوكل على الله حق توكله، فلما وضعوه عليه السلام في كفة هذا المنجنيق مقيداً مكتوفاً وألقوه منه الى وسط النار قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" كما روى ذلك البخاري عن ابن عباس.
فلما ألقي ابراهيم لم تحرقه النار ولم تصبه باذى ولا ثيابه، لأن النار لا تحرق بذاتها وطبعها وانما الله يخلق الاحراق فيها، قال الله: {قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم (69)} [سورة الأنبياء].
فكانت هذه النار الهائلة العظيمة برداً وسلاماً على ابراهيم فلم تحرقه ولم تحرق ثيابه، وقيل: لم تحرق سوى وثاقه الذي وثقوا وربطوا به ابراهيم عليه السلام. ويروى عن بعض السلف أن جبريل عليه السلام عرض له في الهواء فقال: يا ابراهيم ألك حاجة؟ فقال: أما اليك فلا.
ولما خبا سعير هذه النار العظيمة وانقشع دخانها وجدوا ابراهيم سليماً معافى لم يصبه أي أذى فتعجبوا لأمره ونجاته، ومع أنهم رأوا هذه المعجزة الباهرة ظلوا على كفرهم وعنادهم ولم يؤمنوا بنبي الله ابراهيم عليه السلام، لقد أرادوا أن ينتصروا لكفرهم فخذلوا، يقول الله تبارك وتعالى: {وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين (70)} [سورة الانبياء]، وقال: {قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين (98)} [سورة الصافات].

هجرة ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى بلاد الشام (فلسطين)
ودخوله مصر واستقراره في الأرض المقدسة
أصر قوم ابراهيم عليه الصلاة والسلام على الكفر والضلال ولم يؤمن به الا نفر قليل منهم، ولما لم يجد ابراهيم عليه السلام منهم اقبالاً الى الهدى والايمان أراد أن يهاجر الى بلد يتمكن فيه من عبادة الله ودعوة الناس فيه الى الايمان والاسلام، علَّه يجد هناك ءاذاناً صاغية وقلوباً واعية تقبل الحق والايمان وتُقرّ بوحدانية الله الملك الديان مالك السموات والأرض.

قال تعالى حكاية عن نبيه ابراهيم عليه السلام: {وقال اني ذاهبٌ الى ربي سيهدين (99)} [سورة الصافات] وذلك حين أراد هجرة قومه بعد هذا الاصرار والعناد منهم على كفرهم وضلالهم، أي اني ذاهب الى حيث أمرني ربي عز وجل وهو الشام، أو المعنى الى حيث أتمكن فيه من عبادة ربي عز وجل. وقال تعالى في حق ابراهيم عليه الصلاة والسلام: {فآمن له لوطٌ وقال اني مهاجر الى ربي انَّه هو العزيز الحكيم (26) ووهبنا له اسحاق ويعقوب في ذريته النبوة والكتاب وءاتيناه أجره في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين (27)} [سورة العنكبوت]. وهاجر سيدنا ابراهيم عليه السلام مع زوجته سارة وابن أخيه لوط الى أرض الشام، وبعث الله تعالى سيدنا لوطاً رسولا الى اهل سدوم في أطراف الأردن المؤتفكة، وكانت هجرة ابراهيم عليه السلام الى بر الشام بامر الله فيها بركة، ثم وهبه الله تبارك وتعالى بهجرته هذه في سبيل الله الأولاد الصالحين وجعل في ذريته النبوة والكتاب، يقول الله تبارك وتعالى: {ونجيناه ولوطاً الى الأرض التي باركنا فيها للعالمين (71) ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين (72) وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا وأوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين (73)} [سورة الأنبياء].

رحيل ابراهيم عليه السلام الى مصر
يقال: انه لما ضاقت سبل العيش في الشام وعمَّ القحط رحل ابراهيم عليه السلام الى مصر وكانت معه زوجته سارة، وكان على هذه الأرض ملك كافر جبار متسلط، وكان قابضاً على زمام الحكم في هذه البلاد، وكان من جملة الفساد الذي عند هذا الملك الخبيث أنه كان اذا دخلت الى بلدته وأرضه امرأة جميلة يأخذونها اليه ليفعل الفاحشة بها، فلما دخل ابراهيم عليه السلام مع زوجته سارة الى أرض الجبار وكانت سارة من أحسن وأجمل النساء وكانت لا تعصي ابراهيم عليه السلام، وصف حسن وجمال سارة عليها السلام لهذا الملك الجبار الخبيث فأرسل الى ابراهيم فقال له: من هذه المرأة التي معك؟ ففطن ابراهيم عليه السلام الى مقصده الخبيث ومأربه وخشي ان أخبره أنها زوجته أن أن يبيت له الشر فيقتله ليتخلص منه فيستأثر بسارة من بعده، فقال له ابراهيم: أختي أي أختي في الاسلام، فظن الملك الجبار أنها غير متزوجة، فطلب منه أن يحضرها اليه في قصره، وذهب ابراهيم عليه السلام الى زوجته سارة وأخبرها بما جرى مع هذا الملك الجبار وقال لها: يا سارة ليس على وجه الأرض زوجان مؤمنان غيري وغيرك وانَّ هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني، ودخلت سارة على هذا الملك الجبار بعد أن قامت وتوضأت ودعت الله تعالى أن يكفيها شر هذا الملك الجبار، فلما رءاها هذا الملك أعجب بها ومدَّ يده اليها ليتناولها بيده لكنه أخذ ويبست يده فقال لها: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت الله تبارك وتعالى فانفكت يده بعد يبسها وعادت الى طبيعتها، ولكنَّ هذا الخبيث طاوع نفسه الخبيثة وامرته أن يمد يده الى سارة ليتناولها مرة ثانية، فلما أهوى اليها يبست له مثل المرة الأولى أو أشد، فقال لها: ادعي الله لي ولا أضرك فدعت سارة الله تعالى فأطلق الله يده، فلما رأى هذا الخبيث ما رأى ردها الى ابراهيم عليه السلام، ودعا بعض حجبته فقال لهم: انكم لم تأتوني بانسان انما اتيتموني بجنيه، ووهب لسارة وأخدمها هاجر، فأقبلت سارة عليها السلام بهاجر الى زوجها ابراهيم عليه السلام وهو قائم يصلي، ثم لما سالها ابراهيم عما جرى معها قالت له: كفى الله كيد الكافرين وأخدمني هاجر، وقد روى هذه القصة بنحوها البخاري في صحيحه عن أبي هريرة موقوفاً، والبزار في مسنده والامام أحمد عن ابي هريرة مرفوعاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا ابراهيم عليه السلام 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامى :: قصص الانبياء والرسل-
انتقل الى: