هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سيدنا ابراهيم 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

سيدنا ابراهيم 3 Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا ابراهيم 3   سيدنا ابراهيم 3 Icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2008 3:17 pm

قصة الذبيح اسماعيل عليه السلام
قال الله تبارك وتعالى: {وقال اني ذاهبٌ الى ربي سيهدين (99) ربِّ هِب لي من الصالحين (100) فبشرناه بغلام حليم (101) فلما بلغ معه السَّعيَ قال يا بني اني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين (102) فلمَّا أسلما وَتَلَّه للجبين (103) وناديناه أن يا ابراهيم (104) قد صدقت الرؤيا انَّا كذلك نجزي المحسنين (105) انَّ هذا لهو البلاء المبين (106) وفديناه بذبح عظيم (107) وتركنا عليه في الآخرين (108) سلامٌ على ابراهيم (109) كذلك نجزي المحسنين (110) انَّه من عبادنا المؤمنين (111)} [سورة الصافات].
يذكر الله تبارك وتعالى عن خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنه لما هاجر من بلاد قومه الى حيث يتمكن من طاعة الله وعبادته والجهاد في سبيله، سأل ربه أن يهبه ولداً صالحاً فبشره الله تبارك وتعالى بغلام مبارك حليم وهو اسماعيل عليه السلام، لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر ابراهيم عليه الصلاة والسلام.
ومعنى قوله تعالى: {فلمَّا بلغ معه السَّعْيَ (102)} أي شبَّ وصار يسعى في مصالحه الدنيوية والأخروية كأبيه ابراهيم عليهما الصلاة والسلام.
ثم رأى ابراهيم عليه السلام في منامه رؤيا أنَّ الله تعالى يأمره بذبح ولده اسماعيل ورؤيا الأنبياء وحي، فما كان من نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعد أن استيقظ من النوم الا أن سارع لتنفيذ أمر الله تبارك و تعالى دون تردد، فقد قيل: لما أراد ابراهيم عليه السلام ذبح ولده اسماعيل قال له: انطلق فنقرِّب قرباناً الى الله عز وجل، فأخذ سكيناً وحبلاً ثم انطلق مع ابنه اسماعيل وقيل اسحاق حتى اذا ذهبا بين الجبال قال له اسماعيل: يا أبت اين قربانك؟ فقال له ابراهيم: {اني أرى في المنام أني أذبحك (102) فانظر ماذا ترى (102)} [سورة الصافات].
يقال: عرض ابراهيم ذلك على اسماعيل ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسراً ويذبحه قهراً، فبادر اسماعيل الحليم أباه بقوله: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين (102)} [سورة الصافات] فكان جواب اسماعيل لأبيه ابراهيم في غاية السداد والطاعة لأبيه ابراهيم عليه السلام. وأراد اسماعيل أن يخفف عن أبيه لوعة الثكل ويرشده الى أقرب السبل ليصل الى قصده فقال لأبيه ابراهيم: يا أبت اجعل لي وثاقاً وأحكم رباطي حتى لا أضطرب، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليك من دمي فتراه أمي فتحزن، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي فاذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني، فأقبل ابراهيم برأفة وحنان الآباء يقبله ويبكي ويقول له: نعم العون أنت لي يا بني على أمر الله عز وجل، قال الله تعالى: {فلمَّا أسْلما وتلَّهُ للجبين (103)} [سورة الصافات] أي فلما استسلما لأمر الله وألقاه على وجهه، وقيل: أراد ابراهيم أن يذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حال الذبح.
وأمر ابراهيم السكين على رقبة ولده اسماعيل فلم تقطع شيئاً لأن الله تبارك وتعالى لم يشأ لها أن تقطع، لأن السكين لا يقطع بطبعه وبذاته وانما خالق القطع هو الله تعالى وحده، والسكين سبب لقطع فلا تقطع الا بمشيئة الله فالله تبارك وتعالى خالقٌ للسكين وخالقٌ للقطع أي خالق للسبب والمسبب، فالأسباب لا تخلق شيئاً وانما الخالق هو الله تعالى وحده، كما أن الله تعالى هو خالق الاحراق وخالق النار التي هي سبب للاحراق، فالنار لم تحرق نبي الله ابراهيم عندما ألقي فيها لأن الله تعالى خالق الاحراق ولم يشأ لها أن تحرق نبيه ابراهيم عليه السلام يقول الله جلت قدرته: {الله خالق كل شيء وهو على كل شىء وكيل (62)} [سورة الزمر].
وعندما أمرّ ابراهيم عليه الصلاة والسلام السكين على رقبة اسماعيل عليه السلام فلم تحك شيئاً ولم تقطع نُدي: {أن يا ابراهيم (104) قد صدَّقت الرؤيا انَّا كذلك نجزي المحسنين (105) انَّ هذا لَهُوَ البَلَؤاْ المبين (106) وفَدَيْناه بذبح عظيم (107)} [سورة الصافات].
أرسل الله عَظُمت قدرته لابراهيم فداء لاسماعيل بذبح وهو كبش عظيم، قيل: كان قد رعي في الجنة أربعين سنة وكان هذا الكبش أبيض عظيماً أقرنَ ذبحه ابراهيم بمنى فداء ابنه اسماعيل عليه السلام.
فائدة: لما أراد ابراهيم ذبح اسماعيل تنفيذاً لأمر الله ظهر له ابليس ثلاث مرات عند موضع الجمرات الثلاث اليوم، وذلك ليوسوس له بالمعصية فرماه سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام عند هذه المواضع بالحصى اهانة له، فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أمروا بهذا الرمي احياء لسنة نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وفي ذلك رمز لمشروعية مخالفة الشيطان واهانته وليس معنى الرجم أن الشيطان يسكن هناك.

بناء ابراهيم واسماعيل البيت الحرام في مكة المكرمة
قال الله تبارك وتعاى: {واذْ بَوَّأنا لابراهيم مكانَ البيتِ أن لا تشركْ بي شيئاً وطَهِّرْ بيتي للطائفين والقائمين والرّكّع السجود (26) وأذِّن في الناس بالحج يأتوكَ رجالاً وعلى كلِّ ضامرٍ يأتينَ من كلِّ فَجّ عميق (27)} [سورة الحج].
أمر الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء البيت الحرام - الكعبة- وبوأه الله مكانه أي أرشده اليه ودله عليه، وقيل ان الذي دله على موضع البيت هو جبريل عليه السلام، فسار ابراهيم عليه السلام الى مكة المكرمة، فلما وصل الى مكة وجد اسماعيل يُصلح نبلا له وراء زمزم فقال له: يا اسماعيل ان الله قد أمرني أن أبني بيتاً، قال له اسماعيل: فأطع ربك، فقال له ابراهيم: قد أمرك أن تعينني على بنائه، قال: اذن أفعل، فقام ابراهيم الى مكان البيت، فجعل يبني واسماعيل يناوله الحجارة، وكلما انهيا بناء صف منها ارتفع مقام ابراهيم به حتى يبني الذي فوقه، وهكذا حتى تمت عمارتها.
ومقام ابراهيم هو حجر كان يقف عليه ابراهيم عند بناء الكعبة وضعه له ابنه اسماعيل ليرتفع عليه لما تعالى البناء، قال الله تبارك و تعالى: {واذْ يرفعُ ابراهيمُ القواعدَ من البيتِ واسماعيلُ رَبَّنا تَقبَّل منا انكَ أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكاً وتُبْ علينا انك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويُزَكيهم انك أنت العزيز الحكيم (129)} [سورة البقرة].
والمقصود أن ابراهيم الخليل بنى أشرف المساجد في أشرف البقاع في وادٍ غير ذي زرع، ودعا لأهلها بالبركة وأن يرزقوا من الثمرات مع قلة المياه وعدم الأشجار والزروع والثمار وأن يجعله الله حرماً ءامناً.
كذلك سأل ابراهيم عليه السلام الله أن يبعث فيهم رسولاً منهم أي من جنسهم وعلى لغتهم الفصيحة البليغة يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويطهرهم. وقد استجاب الله تعالى دعوة نبيه ابراهيم فبعث في العرب وفي أشرف القبائل منهم رسولا عظيماً وهو سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين.

وعندما أكمل ابراهيم بناء الكعبة قال لابنه اسماعيل: ايتني بحجر حسن أضعه على الركن فيكون للناس علماً، فأتاه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود فأخذه ووضعه موضعه.
تنبيه: ليعلم أن الحجر الأسود هو ياقوتة بيضاء من الجنة لكن لمَّا تمسح به المشركون صار أسودَ.
وأن الكعبة هي أول بيت ومسجد وضع في هذه الأرض وءادم عليه السلام هو أول من بناه، وقد انهدم بطوفان نوح عليه السلام الذي عم كل الأرض، قال تعالى: {انَّ أوَّلَ بيتٍ وضعَ للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين (96)} [سورة ءال عمران].
والكعبة وسط المعمورة وفوقها الى السماء السابعة البيت المعمور وهو بيت مشرف هو لأهل السماء الملائكة كالكعبة لأهل الأرض، كل يوم يدخله سبعون ألف ملك يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبداً.
فائدة: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال: "المسجد الحرام" قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى" قلت: كم بينهما؟ قال: "أربعون سنة" قلت: ثم أي؟ قال: "ثم حيث أدركته الصلاة فصلّ فكلها مسجد".
وبعد أن فرغ ابراهيم عليه السلام من بناء البيت الحرام مع اسماعيل أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فأذن ودعاهم الى حج بيت الله الحرام، وروي أنه نادى: أيها الناس ان الله قد كتب عليكم الحج الى البيت العتيق، وخرج ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع ولده اسماعيل وقاما بمناسك الحج، وروي أن جبريل هو الذي أرى ابراهيم كيف يحج.
وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ان ابراهيم قام على الحجر فقال: يا أيها الناس ان الله فرض عليكم الحج فأسمع من كان في أصلاب الآباء وأرحام النساء ممن ءامن وكتب الله انه يحج الى يوم القيامة، فأجاب: لبيك اللهم لبيك. حسّن ذلك الحافظ ابن حجر، وهذا الذي ثبت عن ابن عباس مما لا يقال بالرأي بل بالتوقيف.

مولد اسحاق عليه الصلاة والسلام
قال تعالى في حق ابراهيم عليه الصلاة والسلام: {وبشرناه باسحاق نبياً من الصالحين (112) وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبين (113)} [سورة الصافات].
وقال الله تبارك وتعالى: {هل أتاك حديثُ ضيف ابراهيم المكرمين (24) اذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ قومٌ منكرون (25) فراغ الى أهله فجاء بعجل سمين (26) فقرَّبه اليهم قال ألا تأكلون (27) فأوجس منهم خيفةً قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم (28) فأقبلت امرأته في صرة فصكَّت وجهها وقالت عجوز عقيم (29) قالوا كذلك قال ربك انه هو الحكيم العليم (30)} [سورة الذاريات].
كان ابراهيم عليه السلام يذهب بعد كل مدة الى مكة المكرمة يتفقد ولده اسماعيل وأمه هاجر عليهم السلام وقد صار اسماعيل عليه السلام بعدما تزوج هناك نبياً. وبعد أن بلغت زوجته سارة سن اليأس وهو السن الذي لا تلد المرأة فيه عادة وكانت امرأة عقيماً وكان عمرها تسعين سنة رزقها الله ورزق زوجها ابراهيم عليه الصلاة والسلام ابناً نجيباً عليماً هو اسحاق عليه السلام الذي صار بعد ذلك نبياً كأخيه اسماعيل عليهما السلام.
أما كيف جاء ابراهيم وزوجته سارة البشارة بهذا الولد الطيب فقد ذكر الله تبارك وتعالى أن ثلاثة من الملائكة المكرمين عنده قيل هم: جبريل وميكائيل واسرافيل لما وفدوا على نبي الله ابراهيم الخليل حسبهم أولاً ضيوفاً، فعاملهم معاملة الضيوف وشوى لهم عجلاً سميناً من خيار بقره، فلما قربه اليهم وعرض عليهم لم ير لهم همة الى الاكل لأن ملائكة الله الكرام لا ياكلون ولا يشربون ولا يتعبون ولا يتوالدون وليس فيهم حاجة الى الطعام، فلما وجد ابراهيم عليه السلام أن ضيوفه ليس لهم همة على الأكل لم يعرفهم ونكرهم وأوجس منهم خيفة، عند ذلك هدّءوا روعه وقالوا له: لا تخف، وطمأنوه أنهم في طريقهم الى مدائن قوم لوط الكافرين ليدمروها وينزلوا بهم العذاب لكفرهم وفجورهم، فاستبشرت عند ذلك سارة غضباً لله عليهم، وكانت قائمة على رءوس الضيوف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم، وضحكت استبشاراً بذلك قال الله تعالى: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب (71)} [سورة هود] أي بشرتها الملائكة بذلك، عند ذلك أقبلت سارة في صرخة وصكّت وجهها كما يفعل النساء عند التعجب وقالت: كيف يلد مثلي وأنا امرأة كبيرة وعقيم وزوجي شيخ كبير فقالوا لها: {أتعجبين من أمر الله رحمتُ الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميدٌ مجيدٌ (73)} [سورة هود]، وكذلك تعجب ابراهيم استبشاراً بهذه البشارة فرحاً بها: {قالوا أبَشَّرْتموني على أن مّسَّني الكبر فيم تبشرون (54) قالوا بشَّرناك بالحق فلا تكن من القانطين (55)} [سورة الحجر] أي اليائسين، فأكدوا لابراهيم هذه البشارة وبشروه وزوجته سارة بغلام عليم وهو اسحاق أخو اسماعيل عليهما الصلاة والسلام.

ذكر ثناء الله تعالى ورسوله الكريم محمد
على نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام
يقول الله تبارك وتعالى في الثناء على نبيه ابراهيم الخليل عليه السلام: {وابراهيم الذي وَفَّى (37)} [سورة النجم] قيل: وفّى في جميع ما أمر به وقام بجميع خصال الايمان وشعبه، وكان لا يشغله مراعاة الأمر الجليل عن القيام بمصلحة الأمر القليل ولا ينسيه القيام بأعباء المصالح الكبار عن الصغار.
وقال تعالى: {واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124)} [سورة البقرة].
قيل: لما وفّى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به من التكاليف العظيمة، جعله للناس اماماً يقتدون به ويأتمون بهديه، وسأل ابراهيم ربه أن تكون هذه الامامة متصلة بنسبه وباقية في ذريته فأجيب الى ما سأل واستثني من نيلها الظالمون، واختص بها من ذريته العلماء العاملون والصالحون كما قال تعالى: {ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وءاتيناه أجره في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين (27)} [سورة العنكبوت] وقال الله تعالى: {ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين (84) وزكريا ويحيى وعيسى والياس كلٌ من الصالحين (85) واسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين (86) ومن ءابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم (87)} [سورة الأنعام].
فالضمير في قوله تعالى: {ومن ذريته (84)} عائد على ابراهيم عليه السلام في المشهور، وقال تعالى: {ولقد أرسلنا نوحاً وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب (26)} [سورة الحديد]، فقيل: كل كتاب أنزل من السماء على نبي من الأنبياء بعد ابراهيم الخليل فعلى ذريته وهذه منزلة عالية ومرتبة عليّة، وذلك أنه ولد لابراهيم الخليل لصلبه ولدان ذكران عظيمان صارا نبيين ورسولين وهما: اسماعيل من هاجر، ثم اسحاق من سارة، وولد لاسحاق يعقوب وهو اسرائيل الذي كثرت جداً في ذريته النبوة بحيث لا يعلم عددهم الا الله تبارك وتعالى الذي بعثهم، حتى ختموا بعيسى ابن مريم من بني اسرائيل.
وأما اسماعيل عليه السلام الذي كان عربياً ونشأ بين قبيلة جرهم العربية وتعلم منهم اللغة العربية وتزوج منهم، فلم يوجد من سلالته من الأنبياء سوى خاتم الأنبياء على الاطلاق وسيدهم وسيد الأولين والآخرين وهو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الذي ولد بمكة وهاجر الى المدينة، فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ينتهي نسبه الى اسماعيل بن ابراهيم عليهم الصلاة والسلام الجوهرة الباهرة والدرة الزاهرة وواسطة العقد الفاخرة الذي يغبطه الأولون والآخرون لأنه سيد ولد ءادم يوم القيامة. وقد مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي هو من ذريته وقد ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "سأقوم مقاماً يرغب اليّ الخلق كلهم حتى ابراهيم".
وروي عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: ان أباكما كان يعوذ بها اسماعيل واسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة".
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "انَّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم خليل الله"، قال تعالى: {انَّ أولى الناس بابراهيم للذين اتَّبعوه وهذا النبي والذين ءامنوا والله ولي المؤمنين (68)} [سورة ءال عمران].
والذين اتبعوه هم الذين كانوا على ملته ودينه الاسلام من أتباعه في زمانه ومن تمسك بدينه من بعدهم وقوله تعالى: {وهذا النبي (68)} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم فان الله شرع له الدين الاسلامي الحنيف وارتضاه له صلى الله عليه وسلم، لأن الأنبياء جميعهم مسلمون دينهم واحد هو الاسلام، قال الله تبارك وتعالى: {انَّ الدين عند الله الاسلام (19)} [سورة ءال عمران] وبياناً لهذه الحقيقة يقول الله تبارك وتعالى: {قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين (161)} [سورة الأنعام].
وقيل: قوله تعالى: {أمّةً (120)} أي قدوة اماماً مهتدياً داعياً الى الخير يقتدى به فيه، وقوله: {قانتاً لله (120)} أي خاشعاً له في جميع حالاته وحركاته وسكناته، وقوله تعالى: {حنيفاً (120)} أي مائلا عن الأديان الباطلة الى الدين الحق وهو الاسلام.
فائدة: أول من اختتن ابراهيم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اختتن ابراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقّدوم" وورد في الظاخبار أنه أول من شاب.

وفاة ابراهيم عليه الصلاة والسلام
توفي سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام وله من العمر مائتي سنة كما يفهم ذلك من حديث ابن حبان السابق ذكره، وقيل: عاش سيدنا ابراهيم مائة وخمساً وسبعين سنة.
وقد عاش عليه السلام بعد هجرته من العراق - بابل- في فلسطين وقد استقر بها، وكان يتردد الى مكة المكرمة من حين لآخر ليتفقد ولده اسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام.
وقد دفنه ابناه اسماعيل واسحاق عليهما السلام في المغارة التي كان قد دفن فيها ابراهيم الخليل زوجته سارة بقرية حبرون وهو البلد المعروف اليوم بالخليل، وهذا ملتقى بالتواتر أمة بعد أمة وجيلا بعد جيل من زمن اسرائيل الى زماننا هذا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا ابراهيم 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامى :: قصص الانبياء والرسل-
انتقل الى: