هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه   سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه Icon_minitimeالأحد مايو 25, 2008 5:30 am

لحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين وشفيع المذنبين عند الله يوم الدين، وعلى ءاله الطيبين وصحبه الطاهرين. أما بعد، يقول الله عزوجل في القرءان الكريم: [محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً] (سورة الفتح/ءاية 29).

اعلم وفقك الله لما يحبه ويرضاه أن من أصحاب محمد شموس هداية وأقمار عناية، يفوز المقتدي بهم ويهلك مبغضهم وعدوهم. كانوا زاهدين عابدين بررة قانتين أصفياء أنقياء أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء، تعلموا علم الدين فكانوا جهابذة نحارير، وعملوا بما تعلموا فكانوا مخلصين، وعلموا عظمة الجهاد في سبيل الله فعاشوا غزاة مجاهدين مرابطين، عشقوا الشهادة وسألوا الله أن يُعطوها بصدق فنالوها، من هؤلاء صحابي جليل مدحه رسول الله بأنَّ الجنة تشتاق إليه، إنه سيدنا أبو اليقظان حبيب الرَّحمن عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه.

ميلاده ووصفه وصبره

خرج ياسر بن عمار، والد عمار، من بلده في اليمن يطلب أخا له باحثاً عنه وفي مكة طاب له المقام، فاستوطنها محالفاً أبا حذيفة بن المغيرة فزوَّجه أبو حذيفة إحدى إمائه "سميّة بنت خياط"، ومن هذا الزواج رَزَقَ اللهُ الأبوين عماراً.

وكان إسلامهم مبكراً شأن الأبرار الذين هداهم الله. ولقد وصف الرواة عمّار بن ياسر فقالوا: كان طوالا، أشهلَ، رَحْب ما بين المنكبين ، من أطول الناس سكوتاً، وأقلّهم كلاماً، عريض الصدر.

شهد مع رسول الله جميع المشاهد، بدراً وأحداً، والخندق، وتبوك وبقيتها جميعاً.

زكّاه الرسول محمد ورفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فقال: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهَدْي عمار". ولقد نال ءال ياسر من العذاب من بني مخزوم الشىء الكثير، حيث كانوا يخرجون بهم جميعاً كل يوم إلى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبون عليهم من العذاب ألواناً وفنوناً حيث قضى الأب والأم شهيدين في سبيل الله تحت التعذيب ولم يتراجعا عن الإيمان بالله ورسوله، لأنهما عَلِما أنَّ ما عند الله خير وأبقى. وكان الرسول يمر عليهم وهم يُعذبون، وكان عمار يقول لرسول الله: يا رسول الله لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ، فناداه الرسول: "صبراً أبا اليقظان، صبراً ءال ياسر فإنَّ موعدكم الجنة".

مدح النبي له وثناؤه عليه

استقر المسلمون في المدينة المنورة بعد هجرة الرسول إليها، أخذ المجتمع الإسلامي هناك يتشكل سريعاً، ووسط هذه الجماعة المؤمنة أخذ عمار مكاناً عليًّا، فقد كان الرسول يحبه حباً عظيماً ويباهي أصحابه بهَدْيه وإيمانه، فقد روى النسائي أنَّ الرسول قال عنه: "مُلئ عمارٌ إيماناً إلى مُشَاشِهِ" أي رءوس عظامه. وروى ابن ماجة رحمه الله تعالى أنَّ الرسول قال: "عمار ما عُرِضَ عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما" وسيدنا عمَّار من الدعاة إلى الجنة. فقد روى البخاري أنَّ الرسول قال: "ويح عمّار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" (معناه يا حزني على عمار). ذكر ذلك السيوطي في الخصائص الكبرى. ومما يدل على علمه وفقهه في الدين وحفظه للسانه إلا في الخير وبعد نظره، ما قاله لما سمع بعض الناس يقولون في قتال سيدنا عليّ رضي الله عنه لمعاوية: "كَفَرَ أهلُ الشام" أي المقاتلون لعليّ، قال: " لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا وظلموا" رواه البيهقي وابن أبي شيبة. ومما يدل على أنه مصيب في قوله عن جماعة سيدنا عليّ إنهم على الحق وجماعة معاوية على الباطل، ما قاله يوم صفين فيما رواه الحاكم وصححه عن عمرو بن مرّة: قال: سمعت عبد الله بن سلمة يقول: رأيت عمّار بن ياسر يوم صفين شيخاً طوالا أخذ الحربة بيده ويده ترعدُ فقال: والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا "سعفات هَجَر" -إحدى النواحي- لعرفت أنَّا على الحق وهم على الباطل. وروي أن حذيفة رضي الله عنه كان بالمدائن فزاره حبّة بن جوين العُرَنيّ وأبو مسعود ودخلا عليه وقالا له: حدثنا فإنا نخاف الفتن، فقال حذيفة: "عليكما بالفئة التي فيها ابن سمية" (وهي أم عمار)، إني سمعت رسول الله يقول: "تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق -أي طريق الحق والهدى- وان ءاخر رزقه ضياحٌ من لبن". ومعنى الضياح، اللبن الخاثر يُصبّ فيه الماء ثم يخلط. وكان رسول الله لما يسمع صوت عمار قريباً من المنزل يقول: "مرحباً بالطيب المطيَّب، ائذنوا له" رواه الإمام أحمد رحمه الله.

تعذيب عمَّـار

لقد لاقى سيدنا عمار بن ياسر من العذاب والقهر ألواناً شتى وأصنافاً، فمن إحراق بالنار، إلى وضعه على الرمال المتسعّرة التي تكوي البدن بحرّها، إلى وضع رأسه في الماء حتى تختنق أنفاسه وتتسلخ جروحه وقروحه. ومن قول الكفار له: اذكر ءالـهتنا بخير، فكان يرفض رفضاً قاطعاً وحاسماً، وقد هددوه بالقتل بعد العذاب الشديد وأكرهوه على كلمة الكفر، فقالها بلسانه مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان. فأتى رسولَ الله وأخبره بما جرى والأسى والحزن يملآن قلبه، فقال رسول الله: كيف تجد قلبك؟ قال: "أجد قلبي مطمئناً بالإيمان" معناه تلفظت بلساني فقط في حالة الإكراه وقلبي مطمئن بالإيمان، والمكره بالقتل شرعاً له حكم خاص وهو أنّه لا يكفر، وليس عليه غضب من الله ولا يُعذّب فقال النبي لعمار: فإن عادوا فعُدْ. (معناه: إن أكرهوك فما عليك شىء) فأنزل الله عزّ وجلّ [من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم] (سورة النحل/ ءاية 106). ومعنى قوله تعالى [ولكن من شرح بالكفر صدراً] أي في حالة الإكراه، لو أُكره إنسان على سبّ الله مثلا مهدداً بالقتل فتلفظ بالكفر في حالة الإكراه مع انشراح الصدر بالكفر كفر ولو كان مكرها.

اختيار سيدنا عمر له والياً على الكوفة

حين كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفظ، وقع اختياره في ثقةٍ أكيدة على عمار بن ياسر، وهكذا سارع إليه وولاه الكوفة، وجعل ابن مسعود رضي الله عنه معه على بيت المال، وكتب إلى أهلها كتاباً يبشرهم فيه بواليهم الجديد، فقال: "إني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً، وابنَ مسعود معلماً ووزيراً، وإنهما لمن النجباء، من أصحاب محمد، ومن أهل بدر"، ولقد سار عمار في ولايته سيراً شق على البعض تحمله حتى تألبوا عليه أو كادوا، ولقد زادته الولاية تواضعاً وروعاً وزهداً.

وفاته

لقد قاتل سيدنا عمار بن ياسر في "صفين" قتالا ضارياً ضد الفئة الباغية: معاوية ومن بغى معه، وكان بطلا مقداماً يصول ويجول وهو يقول: اليوم ألقى الأحبة محمّداً وصحبه. وظل يقاتل حتى قتل شهيداً في سبيل الله. وسمع جنود معاوية أنّ عماراً قُتِلَ وتذكروا قول الرسول فيه، فقال معاوية مموهاً على جنوده: قتله الذي أخرجه من داره، يقصد سيدنا عليّاً. فوصل الخبر إلى سيدنا عليّ رضي الله عنه فأرسل إليه مخاطباً: أتقول إن الرسول محمداً قتل حمزة لما أخرجه إلى أُحد!! فأفحمه ولم يجد جواباً. وحمل سيدنا عليٌ عماراً فوق صدره إلى حيث صلى عليه ودفنه في ثيابه المضمّخة بدمه. ووقف المسلمون على قبره يعجبون، منذ ساعات كان بينهم فوق أرض المعركة يصول ويقول: "اليوم ألقى الأحبة محمداً وصحبه". وأقبل بعض الأصحاب يتذكرون ما قاله الرسول "إنَّ الجنّة تشتاق إلى ثلاثة عليّ وعمّار وسلمان". رحم الله سيدنا عماراً وأسكنه الفردوس الأعلى وجعله شفيعنا يوم القيامة ونفعنا الله به، وألهمنا السير على خطاه ونهجه وجعل ءاخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: .-""-.-""-. قسم سيد الخلق " محمد " :: الصحابة " رضى الله عنهم اجمعين "-
انتقل الى: