الواجبات العشر نحو كتاب الله !!

--------------------------------------------------------------------------------






لماذا نهمل كتاب الله وهو سوف يشفعلنا يوم القيامة اذا كنا نقرأه؟؟




الواجب على كل مسلم تجاه كتاب الله سبحانه وتعالى فهو كالتالي:




أولا: استشعار ثوابه وفضله: كما في قوله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا-- [فاطر:32]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري، فضائل القرآن (5027).



ثانيا: إدراك مقاصده وأهدافه: والتي منها: تصحيح العقائد الفاسدة، وتحقيق العبودية لله سبحانه، ورفع الظلم وإقامة العدل، وتكوين الأسرة المسلمة، وتكريم الإنسان وخصوصا المرأة.. إلى غير ذلك من المقاصد الكثيرة التي أطنب فيها العلماء.


ثالثا: الإيمان بقدسيته وربانيته؛ فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ليس للبشر فيه أدنى زيادة أو نقصان، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم فيه، كما قال العلامة محمد عبد الله دراز: إلا الحفظ، ثم الحكاية والتبليغ، ثم البيان والتفسير، ثم التطبيق والتنفيذ... ولهذا نسب الحق القرآن إلى نفسه في كثير من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52)، وقوله: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)، وقوله: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) (الأنعام:92)، وقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)، بل أوضحت سورة القيامة دور النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن حين تخوف النبي تفلت القرآن منه فقال الله تعالى له: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة:16- 19).


رابعا: الإذعان لإعجازه، وقد قال الحق سبحانه وتعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً-- [الإسراء:88]. ولم يكن التحدي بمثل القرآن فقط؛ وإنما كان التحدي بمثله، ثم بمثل عشر من سوره (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) (هود:13) فعجزوا. ثم بسورة مثله (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (يونس:3، فعجزوا، ثم بسورة من مثله (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ) (البقرة:23)، فعجز العرب جميعا عن الإتيان بذلك، وقال قائلهم: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أصله لمورق وأعلاه لمثمر وما هو بقول بشر.


خامسا: تذوق معانيه: وهذا إنما يكون بدراسة اللغة التي نزل بها بقدر المستطاع.


سادسا: تحسين النطق به: كما قال سبحانه وتعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً-- [المزّمِّل:4]، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن» رواه البخاري في التوحيد (7527). وقال أيضا: «زينوا أصواتكم بالقرآن» (رواه ابن حبان (749) والحاكم (1/762).



سابعا: إتقان الاستماع إليه، كما في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ-- [ق:37]، وقد رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يثني على الجن حين سمعوا سورة الرحمن، فعن جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال:" لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت على قوله {فبأي آلاء ربكما تكذبان-- قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد". رواه الترمذي في تفسير القرآن (3291) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، وقد ذم الله سبحانه الكفار لأنهم تواصوا بعدم الاستماع إلى القرآن؛ فقال سبحانه: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت:26).


ثامنا: التحلي بأخلاقه: وذلك أن الحق سبحانه لم ينزل القرآن لمجرد التلاوة أو الاستماع إليه، وتحسين الأصوات به؛ وإنما نزل القرآن ليعمل الناس به، وقد أحسنت أمنا عائشة حين سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: "كان خلقه القرآن". رواه أحمد في المسند (25302)، وقال محققو المسند: حديث صحيح على شرط الشيخين، ورواه ابن ماجه في الأحكام (2333)، وفي رواية عن أبي الدرداء: "كان خلقه القرآن يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه". رواه الطبراني في الأوسط (1/30) والبيهقي في الشعب (2/154). وأولى الناس بالقرآن ليس من قرأ وحفظ؛ وإنما من تدبر وعمل، والمطلوب من المسلم أن يكون قرآنيا، بمعنى أن يتمثل القرآن، ويعمل بما فيه، فما كان فيه من أمر أتى به، وما كان فيه من نهي انزجر عنه، فلا يراه الله حيث نهاه، ولا يفتقده حيث أمره.



تاسعا: العمل على نشره، وهذا يكون بحسب طاقة كل إنسان وحسب ما آتاه الله من الجهد والمال والوقت، فالحافظ عليه نشره قراءة وتعليما، والمفسر عليه نشره بيانا وتوضيحا، والغني عليه نشر طباعة ونسخا، وصاحب اللغة عليه نشره بترجمة معانيه.



عاشرا: الدفاع عنه، وهذا دور الأمة كله، بأن تدافع عنه برد الشبهات، ودفع الأباطيل، والتصدي للمعتدين عليه، والمتطاولين على قدسيته، وكل امرئ في هذا أيضا حسب طاقاته وقدراته وإمكانياته، وكم تعرض القرآن في القديم وفي الحديث إلى حملات التشويه، وواجب الأمة أن تزود عن كلام ربها وكتاب نبيها ودستور شرعها.




إن من الواجب على الأمة أن تعمل على تطبيق هذا الكتاب في حياة صغيرها وكبيرها؛ حتى تعيش سعيدة وتكون عند الله حميدة، وإلا كانت كما قال القائل:

كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهرها محمول





_________________

فتح الله عليك و زادك علما اخى

جزاك الله خيرا